يصادف الثالث من آب الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة شنكال التي ارتكبتها مرتزقة داعش الإرهابي عام ٢٠١٤، بدعم من تركيا بهدف إبادة الإيزيديين، في استمرار ممنهج للإبادة التاريخية ضدهم وضد هويتهم ووجودهم؛ نتج عن إبادة آب 2014 ما يزيد عن 5 آلاف شهيد ووصل عدد المقابر الجماعية التي كشف عنها 83 مقبرة حتى الآن، بالإضافة لعشرات القبور الفردية، كذلك أكثر من 6417 إيزيدي مُختَطف وما تزال هناك مقابر جماعية مجهولة الموقع.
في ظل المعاناة وإبان مرحلة التأسيس في روج آفا- شمال وشرق سوريا والمخاطر التي كانت تحدق بها؛ قام شعبنا بأداء واجبه الإنساني والأخلاقي والوطني تجاه الإيزيديين في تلك المأساة، حيث فتحت وحدات حماية الشعب والمرأة “YPG – YPJ” ممر إنساني ساهم في إنقاذ آلاف الإيزيديين، وتم تأمين خروجهم من مناطق شنكال لمنع تعرّضهم لبطش وظلم مرتزقة داعش.
المجزرة التي حدثت في شنكال ليس لها مثيل في القرن الواحد والعشرين إلَّا ما شابهها من مجازر بحق أهلنا في عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) وما حدث في كوباني على يد داعش وتركيا، وتضاف إلى ذلك اليوم تهديدات تركيا وحربها ضد المنطقة واستقرارها وممارساتها الإرهابية بالمسيّرات ضد شعبنا ومناطقنا والمقاتلين الذي يناضلون ضد الإرهاب حتى الآن، حيث لم تتعرض الأطراف التي دعمت المرتزقة وساهمت في ارتكاب المجزرة للمسائلة القانونية والجنائية.
إنَّنا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي نستذكر فيه شهداء مجزرة شنكال ندعوا أبناء شعبنا للوقوف خمس دقائق صمت في تمام الساعة العاشرة صباحًا بتاريخ ٣ آب على أرواح الشهداء.
كذلك نؤكد بأنَّ محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء لابد أن تتم، ونؤكد أن الانتصار على مرتزقة داعش في ٢٣ آذار ٢٠١٩ في بلدة الباغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية يعتبر جزءًا كبيراً من الانتقام لأرواح الضحايا الذين استشهدوا على يد داعش.
كما ننادي جميع المنظمات الحقوقية والأممية للعمل على اعتبار ما حدث في شنكال جينوسايد “إبادة جماعية”، والاعتراف بها مع تقديم كل المجرمين الإرهابيين الذي تورطوا في إبادة أهلنا الإيزيديين للمحاكمة بشكل عادل والذين جلّهم اليوم محتجزين لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
كذلك نرى بأن بعض التحركات المشبوهة حول شنكال في الآونة الأخيرة ومحاولة فرض أجندات خارجية فيها والتآمر على المكون الإيزيدي سيكون بمثابة تتمة لمجزرة ٢٠١٤ و سائر المجازر والنكبات التي تعرض لها الإيزيديون على مر التاريخ.
لذا نطالب بضرورة احترام قيم وإرادة المكون الإيزيدي في شنكال والحفاظ على هويتهم وتاريخهم الثقافي العريق، كذلك نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أنّ التنظيم والدفاع الذاتي هو السبيل الأمثل لضمان عدم تكرار تلك المجازر بحق شنكال والإيزيديين مع إصرارنا بما نملك من إمكانات في دعم شنگال وأهلها لنيل إرادتهم وبناء مجتمعهم الحر لضمان حماية هويتهم وإرثهم التاريخي.
في الختام ننادي بضرورة احترام إرادة وقرار الإيزيديين ونؤكد دعمنا لهم في هذا الإطار، مع ضرورة اعتبار الآلاف من الذين قضوا على يد مرتزقة داعش ضحايا أبرياء تعرضوا لإبادة جماعية كان لتركيا الدور الأكبر فيها، ونؤكد أيضاً بأن عدم احترام إرادة وهوية الإيزيديين في شنكال وعدم السماح لهم بتنظيم ذاتهم سيكون بداية لإبادة جديدة كسائر الإبادات السابقة التي تعرض لها الإيزيديون على مر التاريخ.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
عين عيسى
2 آب 2022