انطلقت فعاليات وأعمال المنتدى الحواري والذي عقد تحت عنوان “سياسات الاحتلال والهيمنة التركية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتنعش الإرهاب”
حيث عقد المركز الكردي للدراسات اليوم ، منتداً حوارياً بمشاركة أكثر من 200 شخصية، في مسعى منه لتحديد المعوقات التي تواجه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وتقديم الحلول الممكنة في ضوء المتغيرات الدولية.
شارك في المنتدى المنعقد بمركز سردم الثقافي في مدينة الحسكة،حوالي 200 شخصية سياسية ومثقفة واعتبارية وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني ووجهاء وأعيان العشائر العربية والكردية، إلى جانب قياديين في قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة YPJ، ووفد من مجلس سوريا الديمقراطية برئاسة الرئيسة المشتركة للمجلس أمينة عمر، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وذلك لتقييم التطورات السياسية والميدانية في المرحلة الراهنة لسوريا عموماً، وشمال وشرق سوريا خصوصاً، وتسليط الضوء على المعوقات التي تواجه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية والحلول الممكنة لمواجهة التحديات والتخلص منها في ظل المتغيرات الدولية، لا سيما بعد اجتماعي “طهران، وسوتشي
أخذ المنتدى ثلاث محاور رئيسية، الأولى تناولت كلمة الإفتتاحية من قبل مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل عبر منصة زوم،رحب فيها بالحضور، وتطرق إلى ما يسعى إليه المنتدى، قائلاً: “تشهد شمال وشرق سوريا عدواناً تركياً يومياً يطال حياة المواطنين، مرتكبة جرائم بحق مكونات المنطقة”.
وأشار خليل إلى مساعي المركز من تنظيم المنتدى قائلاً “نحن هنا لنعرض كافة وجهات النظر والعمل على تسليط الضوء على قواعد التماسك الداخلي للتصدي للمخططات التي تستهدف المنطقة، والحفاظ على سلامة المكونات”، مؤكداً أن “مخاطر العدوان التركي كبيرة على شمال وشرق سوريا، ولمواجهتها يتطلب المزيد من العمل لفضحها”.
وأضاف خليل “دأبت تركيا على قتل وتهجير المواطنين وبث روح التفرقة بينهم ،وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ، وعملت على إنعاش داعش، كما شهدناه في مدينة الحسكة أثناء هجوم داعش على سجن الصناعة في غويران”.
نوّه نواف خليل إلى أن تركيا لديها إصرار على نظام الحكم عبر نظام الدولة القوموية، مستخدمة أقسى أنواع البطش والإنكار للوجود الكردي، وهناك تنسيق تركي دولي لاستهداف المكونات والحفاظ على هذا النظام الدولتي، وقال: “المتابع لسياسة العدالة والتنمية سيلاحظ سياستها المبنية على الإنكار والإقصاء وتهميش المكونات الأخرى.
فيما تناول المحور الثاني محاضرات بعنوان “ما هي طبيعة العلاقات بين تركيا وتنظيم داعش”.
حضر المحور الثاني للمنتدى “نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كرد، وعضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة نوجين ديرك، والإعلامي والباحث السياسي غسان إبراهيم عبر منصة زوم ، والكاتب أحمد يوسف، والسياسية السورية نورشان حسين .
وسردو خلال محاضراتهم أن تاريخ سياسة دولة الاحتلال التركي وأطماعها التوسعية، قائلين : “بسرد سياق تاريخي للحملات الاحتلالية والجرائم التي ارتكبتها الدولة التركية بحق الشعوب في الشرق الأوسط عموماً ،وسوريا والعراق على وجه الخصوص، فأن أطماع الحكومات التركية المتعاقبة منذ نشأة الدولة العثمانية بداية القرن الرابع عشر وحتى اليوم هي أطماع احتلالية استعمارية ،تعتمد على الغزو والسلب وإنكار الهويات الأصلية للشعوب”.
وأضافوا أنه عبر التاريخ لم تشهد منطقة الشرق الأوسط غزواً دموياً أشد بشاعة من غزو العثمانيين، حيث سجل التاريخ سلسلة من المجازر الفظيعة التي ارتكبها العثمانيون بحق كل من العرب والسريان والأرمن والكرد على حد سواء”.
وذكروا في محاضراتهم بعضها ” مذبحة التل في حلب التي ارتُكبت بحق العرب عام 1516، وسميت بهذا الاسم لأنهم جمعوا رؤوس القتلى ووضعوها على شكل تل، ومذبحة القاهرة عام 1517، وكان عدد ضحاياها 10 آلاف من المصريين، ومذبحة كربلاء عام 1842، حيث قتل فيها أيضاً آلاف النساء والأطفال، ومذبحة القسطنطينية (اسطنبول حالياً) عام 1851، حيث تمت عمليات إعدام جماعية بحق المسيحيين.
وأرجع بدران جيا كرد في الدرجة الأولى سبب العجز إلى المصالح الدولية التي تحاول فرضها على حساب شعوب الشرق الأوسط والعالم، والتي قال إنها بدأت بها القوى الدولية مع المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان، في محاولة منها النيل من نضال شعوب المنطقة.
وفي مشاركة للإعلامي والباحث السياسي السوري غسان إبراهيم، خلال المحور الثاني والتي جاءت تحت عنوان “طبيعة العلاقات بين تركيا وداعش”، تطرق لازدواجية دولة الاحتلال التركي في محاربة داعش، مشيراً إلى استغلال دورها كحليف في حلف شمال الأطلسي لتحقيق مصالحها، لافتاً إلى أن تركيا استغلت حلفائها في حلف شمال الأطلسي، تحت مسمى محاربة داعش، لتحقيق مآربها
واتفقت عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة نوجين ديرك مع من سبقها بالحديث في دعم دولة الاحتلال التركي لداعش في شمال وشرق سوريا، قائلة: “تركيا الداعم الرئيسي لداعش وللمجموعات المرتزقة الأخرى فمنذ عام 2012 حاربنا ضد مجموعات جبهة النصرة وبعدها ضد مرتزقة داعش الذين دعمتهم بشكل واضح ومباشر”.
ولفتت ديرك إلى استمرار تلك الهجمات، مشيرة إلى التهديدات والهجمات التركية “لا تزال تلك الهجمات مستمرة إلى يومنا الراهن ولم تتوقف، مهما اختلفت التسميات وتنوعت أشكالها، فمساعي المجموعات المرتزقة وداعمتها تركيا مسعى واحد وهو إنهاء المشروع الديمقراطي في مناطقنا.