يصادف اليوم، الثامن عشر من آذار، الذكرى السنوية السابعة لاحتلال مدينة عفرين من قِبل القوات التركية والجماعات المسلحة المتطرفة التابعة لها.
هذه الذكرى الأليمة تحمل في طياتها تفاصيل الهجوم الوحشي الذي استمر لمدة 58 يومًا، والذي تسبب في تهجير قسري لأكثر من 300 ألف شخص من سكان المدينة الأصليين، واستخدام أسلحة محرمة دوليًا وسط صمت وتواطؤ دولي أثقل من جراح الضحايا.
إن معاناة عفرين لم تكن مجرد لحظة عابرة في التاريخ، بل صفحة سوداء تجسد معاناة شعب بأكمله. المدينة التي كانت رمزًا للتنوع والعيش المشترك تحولت إلى ساحة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، شملت التغيير الديمغرافي القسري وتدمير التراث الثقافي، وسرقة مواردها الطبيعية.
ولا يخفى على أحد، أن المعاناة لم تنته عند حدود عفرين. ففي شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، كررت القوات التركية والجماعات التابعة لها هجومًا بريًا وجويًا واسعًا استهدف نازحي عفرين في منطقتي الشهباء وتل رفعت. ذلك الهجوم المروع أدى إلى أزمة إنسانية حادة، حيث اضطر الآلاف إلى النزوح مرة أخرى، مواصلين رحلة التشريد والمعاناة.
ورغم الجهود المبذولة من الإدارة الذاتية لدعم المهجرين وضمان توفير احتياجاتهم الأساسية، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات مستمرة في ظل الهجمات المتكررة واستمرار الاحتلال، مما أدى إلى تغييرات ديمغرافية كارثية تهدد نسيج المنطقة ومستقبلها.
وعليه، نحن في مقاطعة الجزيرة نؤكد إدانة الاحتلال التركي والجماعات المسلحة التابعة له بأشد العبارات، والدعوة إلى وقف فوري لكافة الأعمال العدائية والانتهاكات في المناطق المحتلة.
كما نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لإعادة المهجرين إلى ديارهم التاريخية وضمان عودة آمنة وكريمة.
ونؤكد على ضرورة الضغط على تركيا والفصائل التابعة لها لاحترام حقوق الإنسان ووقف ممارسات التغيير الديمغرافي القسري.
موجهين دعوة لجميع الأطراف الدولية الفاعلة لتحمل مسؤولياتها ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية المستمرة.
إننا، في هذا اليوم الأليم، نحيي صمود أهالي عفرين وكل من تضرر من الاحتلال والهجمات، ونعاهدهم بأن نبقى صوتهم وندافع عن حقهم في العودة إلى أرضهم.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة
18 آذار 2025