انتفاضة قامشلو في ١٢ آذار ٢٠٠٤، كشفت الوجه الحقيقي للأنظمة القمعية المستبدة وأثبتت إنه لا يمكن لأي قوة مستبدة ومتسلطة الصمود أمام إرادة الشعوب المنظمة والمتحدة.
تسعة عشر عاما مضت على انتفاضة قامشلو في ١٢ آذار، والتي انطلقت من قامشلو وانتشرت حتى شملت كافة مناطق روج آفا ودمشق وحلب والدول الأوروبية، جاءت نتيجة السياسات القمعية والسلوكيات اللاشرعية واللاقانونية من النظام السوري على مدى عقود من الزمن، والتي مورست فيها بحق الشعب الكردي والشعوب الأخرى في سوريا من خلال ممارسته أبشع أساليب القمع بشتى الوسائل والسبل بغية تمرير مشاريعه القوموية والعنصرية والتسلط على حساب حقوق وتطلعات ورؤى الشعوب في سوريا والتي تستمر حتى يومنا هذا؛ على الرغم من سنوات الأزمة السورية وما خلفته من واقع مأساوي من دمار وإرهاب وتهجير على امتداد الجغرافية السورية.
انتفاضة قامشلو حطمت حواجز الخوف لدى الشعب السوري للانتفاض في وجه النظام المستبد والمطالبة بالحرية والكرامة وإنهاء الظلم والقمع، كما أنها كانت الشرارة والروح لثورة ١٩ تموز، وفي كافة مراحل ثورتنا والتي مازلنا نقتدي بروح انتفاضة قامشلو في مسيرتنا.
تسعة عشر عاما للانتفاضة ولا يزال النظام السوري يسير على نهجه السابق في التعاطي والتعامل مع الملفات والقضايا التي تهم المستقبل السياسي لسوريا وذلك من خلال الإصرار على الحلول الأمنية والعسكرية وتبني سياسة الإقصاء والإنكار والذهنية المركزية التي ترفض المبادرات والحلول الناجحة التي تطرحها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من أجل إنهاء الأزمة السورية عبر إنهاء الاحتلال والوصول إلى إرادة وقرار سوري جامع نحو التحول الديمقراطي.
إن شرارة انتفاضة ١٢ آذار كانت رسالة واضحة ومفتوحة من شعبنا المنتفض ضد الظلم والاستبداد وسياسة الإقصاء ورفضه لكافة المحاولات التي استهدفت مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان، بخلق الفتن والاقتتال بل كانت رسالته التمسك بالإرث الحضاري والقيم المجتمعية وأواصر الأخوة والعيش المشترك بين جميع المكونات.
وكذلك يجب على الأنظمة التي بنيت ونشأت على اغتصاب حقوق الغير وطمس هوية الشعوب مراجعة منظومتها السياسة والتخلي عنها وإفساح المجال أمام التحولات الديمقراطية وإلا سيكون الزوال مصيرها أمام إرادة الشعوب.
إلا أن هذه الانظمة ما زالت حتى اليوم مستمرة في استبدادها وعدم تقبلها للحلول الديمقراطية ومازالت تحاول الاتفاق رغم جميع الخلافات على أساس محاربة أي مشروع ديمقراطي في المنطقة وهذا ما كان متواجدة في اتفاق اضنة ولا تزال هذه المحاولات مستمرة لإحيائها من جديد وشرعنة الاحتلال التركي للمناطق السورية ومحاربة مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
إننا في الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة إذ نستذكر شهداء انتفاضة ١٢ آذار وجميع شهداء ثورتنا ونعزي ذويهم، كما نؤكد بأننا ماضون قدما في جعل سوريا ديمقراطية لامركزية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت نتيجة مقاومة شعبنا وقواتنا في ظل إدارتنا الذاتية التي تمثل روح انتفاضة ١٢ آذار، كذلك النضال دون تردد من أجل تحرير المناطق المحتلة التي باتت مرتعا للإرهاب وعودة آمنة وكريمة للمهجرين.
عاشت انتفاضة قامشلو
المجد والخلود لشهدائنا
الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة
