برعاية هيئة الإدارات المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا وبالتعاون مع اتحاد المهندسين في شمال وشرق سوريا، ومركز الفرات للدراسات، ومركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، جامعات روج آفا، والشرق، وكوباني، انطلقت فعاليات المنتدى الهندسي الفني الأول لشمال وشرق سوريا بمشاركة 140 ممثلاً/ة من مؤسسات الإدارة الذاتية والمهندسين والأكاديميين.
وهدف المنتدى إلى دعم دور التخطيط الحضري والإدارة الحضرية الرشيدة، في تكوين روئ واستراتيجيات، و الوصول إلى قرى ومدن منظمة عمرانياً، والمساهمة في دعم دور فلسفة الأمة الديمقراطية في وضع نظام عمراني هندسي، يعبر عن هوية هذه الفلسفة، ومناقشة المشاكل التي تعترض عمل البلديات، وتطوير النظام العمراني، ونظام ضابطة البناء، والبحث في الحلول المناسبة لها، والتعريف بالميراث الحضاري العمراني لشعوب شمال وشرق وسوريا وكيفية الحفاظ عليه، وإيجاد قاعدة بيانات ومواد بحثية لدعم العمل الفني والهندسي ولتحقيق التفاعل الإبداعي
انطلقت اعمال المؤتمر بكلمة افتتاحية للمنتدى، ألقتها عضوة اللجنة التحضيرية، إلهام مطلي
، وكذلك ألقي خلال المنتدى عدة كلمات أخرى منها نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، حمدان العبد وكلمة لنائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة، آهين سويد
حيث تطرقت عضوة اللجنة التحضيرية للمنتدى إلهام مطلي في كلمتها إلى أهمية انعقاد هذا المنتدى، وقالت: “بحضور العديد من الفنيين والأكاديميين والمهندسين والشخصيات الفاعلة في التخطيط العمراني والملمين بشؤونه وقوانينه وضوابطه وأنظمته ينعقد المنتدى، لتسليط الضوء على الماضي العمراني وما احتواه من إيجابيات وسلبيات”.
مبيّنة أن عقد المنتدى هو “من أجل تذليل الصعوبات ووضع الآراء والمقترحات ومناقشتها بشكل علني في مجلس موسع من أصحاب الرأي والفكر والتجربة الطويلة بما يتلاءم مع المرحلة الحالية وشعوبها وثقافتها وتاريخها ووضع قاعدة بيانات تكون إرثاً في التطوير العمراني”.
كما ألقت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف، كلمة نوهت فيها إلى الأزمة التي ألحقتها الأنظمة الرأسمالية بالطبيعة، وقالت: “إن عالمنا يعيش أزمة إيكولوجية، نرى نتائجها بشكل يومي، كونها تؤثر على حياتنا من جفاف وغيره”.
وأضافت يوسف قائلةً “إن النظام العالمي هو نظام مستهلك ففي البداية قام باستهلاك البشر والآن يلتهم كل شيء، ومن الطبيعي القول إن العالم يواجه الهلاك والانتحار، يلتهم الأغنياء كل شيء ليحصلوا على المال، فالنظام العالمي حوّل كل شيء إلى سلعة للتجارة، لذلك العالم بحاجة إلى نظام عالمي جديد، ومن هنا لا بد من تطوير علم إيكولوجي، والنقاش فيه وهذا لا يقع على عاتق البلديات فقط، إنما على عاتق كل فرد يعيش في هذا العالم. لذلك لا بد من تطوير الفكر والحياة، والإدارة الذاتية تستطيع أن تأخذ هذه المبادرة على كاهلها”.
واردفت يوسف مشددة بالقول “ثورة روج آفا أصبحت مثالاً للعالم وتستطيع أن تكون مثالاً للثورة الإيكولوجية أيضاً، فالظروف مناسبة وملائمة لذلك يجب أن نقتنع بأننا بحاجة إلى بناء ثورة إيكولوجية، فنحن نعيش في أزمة جديّة لذلك الطبيعة تعاقبنا من خلال الجفاف والأوبئة التي تظهر وتتبع جميع الوسائل ليعود البشر إلى رشدهم لذلك يجب أن نكون أصدقاء الطبيعة بدلاً من أن نكون أعدائها”.
بدوره قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حمدان العبد “لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الطبيعة، ولا يمكن للطبيعة أن تكون بلا بشر”.
وأضاف قائلاً “عندما نكون مؤمنين بهذا الفكر فكر الأمة الديمقراطية يتطلب منا جميعاً الحفاظ على الإنسان وعلى الطبيعة”.
وأشار إلى أساليب الاحتلال التركي لمعاداة الطبيعة، وقال: “غيّر الاحتلال التركي معالم المناطق المحتلة وقطع مياه الفرات وهذه الأساليب جميعها تتبعها بحق الطبيعة”.
من ثم ألقت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في لإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، آهين سويد، كلمة باركت فيها انعقاد هذا المنتدى، وقالت: “مع الذكرى السنوية التاسعة للإدارة الذاتية التي حققت قفزات نوعية، نتمنى أن يخرج هذا المنتدى بالعديد من المقترحات والآراء لتطوير المجتمع والبيئة”.
كما ألقى رئيس بلدية غرونوبل الفرنسية، أنطوان باك كلمة، عبر تطبيق الزوم، قال فيها “إن جميع الحلول تعتمد على الطبيعة والتغير المناخي”.
واشار إلى أن نموذج للتخطيط العمراني في المدن، بقوله “يجب أن تكون الأحياء واسعة لتجنب الازدحام وأن تزرع الأشجار على أطراف الشوارع لتجنب التلوث، والمدينة يجب أن تكون واحة ضمن صحراء، والاعتماد على الطاقة البشرية بدل من التكنولوجيا وتجنب استخدام السيارات داخل المدن لنخفف على الطبيعة قليلاً”.
و عرض خلال المنتدى فيلم وثائقي عن عمل البلديات الذي أعدته اللجنة التحضيرية، ثم دخل المنتدى إلى الجلسة الأولى التي تمحورت حول “واقع النظام العمراني” حيث أدارت الجلسة المهندسة البتروكيميائية والعضوة في اتحاد المهندسين، هيفي صلاح الدين حسن، وتضمنت الجلسة ثلاثة محاور
، الأول بعنوان “النظام العمراني في شمال وشرق سوريا” القته المهندسة والإدارية في جامعة روج آفا ديالا يوسف، أما المحور الثاني بعنوان “الدور البيئي للنظام العمراني في التجمعات السكنية” القته المهندسة الكيميائية والبيئية في إيطاليا، هيلن كارسون.
بينما المحور الثالث كان بعنوان “مكاتب التخطيط العمراني ودورها في حل مشاكل التعديات على المخططات التنظيمية في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة ووضع خطط ودراسات استراتيجية لمستقبل أفضل لمدننا وقرانا” القته المهندسة في هيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة، كوثر محمد، تلا ذلك مناقشة محتوى الجلسة من قبل المشاركين.
أما الجلسة الثانية أدارتها الرئاسة المشتركة لمعهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية والإنسانية، جيان محمد وعلي سيد سلو وكانت بعنوان “القوانين الناظمة لعمل البلديات” وتضمنت ثلاثة محاور أيضاً “نظام ضابطة البناء” القاها المهندس في جامعة روج آفا عبد الحليم إبراهيم، أما المحور الثاني بعنوان “اشتراطات البناء وشروط الحصول على الرخصة خارج المخططات التنظيمية للبناء السكني والصناعي والسياحي والزراعي”، القتها نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الإدارات المحلية في شمال وشرق سوريا، ميديا بوزان، أما المحور الثالث فبعنوان “قانون مخالفات رقم “5” والوضع الاجتماعي والفكري وتأثيرها على عمليات البناء وتطبيق الأنظمة والقوانين” القاها المهندس المدني في هيئة الإدارات المحلية والبيئة بإقليم الجزيرة، شورشفان علي.
أما الجلسة الثالثة فبعنوان “تأثير البعد السياسي على النظام العمراني والهندسة السكانية” وادارها الدكتور والرئيس المشترك لمنسقية جامعات شمال وشرق سوريا، عبد الإله مصطفى.
وتضمنت الجلسة أيضاً ثلاثة محاور رئيسة، المحور الأول بعنوان “سياسة الدولة السورية تجاه المنطقة التشريعات والقوانين الاستثنائية فيما يتعلق بملكية العقارات ، وآلية الشراء والبيع للعقارات القاها الدكتور في القانون الدولي لمركز الفرات، فاضل محمد، والمحور الثاني بعنوان “عمليات التغيير في الهندسة السكانية والديموغرافية في المناطق المحتلة” القته المهندسة العمرانية وعضوة مركز الدبلوماسية المجتمعية نورشان حسين، والمحور الثالث المعنون بـ “المستوطنات والمخيمات في شمال وشرق سوريا” القاها الدكتور في القانون الدولي ـ والرئيس المشترك لجامعة الشرق، حسن العيسى.
و في نهاية كل جلسة فتح باب النقاش أمام الحضور لطرح الأراء والمقترحات
ومن المقرر أن تستمر اعمال المنتدى يوم غداً ،وستختتم أعمال المنتدى بجملة من المتقرحات والوصول إلى بعض التوصيات والنتائج.