تحل علينا هذا العام، مناسبتان متزامنتان معاً الأولى مأساوية، وهي الذكرى السنوية الرابعة لاحتلال عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها، والمناسبة الثانية تذكرنا دائما بحتمية الانتصار على الظلم والطغيان وهي عيد النوروز.
عندما نتحدث عن الأولى، فإننا يجب أن نذكر، ممارسات إحدى الدول التي تمارس الإرهاب بحق شعوب المنطقة، فكما نعلم أن الإرهاب ليس محصوراً بالإرهاب الديني أو الطائفي أو بالمجموعات المسلحة، بل هناك إرهاب أفظع وأقسى ألا وهو إرهاب الدولة الذي تمارسه تركيا التي هي عضو في حلف الناتو وتطمح لأن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي .
الحديث عن ممارسات الدولة التركية ومرتزقتها في المناطق السورية المحتلة، لا يحتاج إلى بحث عميق، لكن أهدافها ونتائجها المستقبلية يجب أن تبحث بعمق، فالقتل والتشريد الجماعي وتغيير ديمغرافية المناطق السورية وخاصة الكردية، لا يندرج في إطار سياسة أحفاد العثمانيين القائمة على البطش منذ القدم فحسب، بل إن هناك أهدافاً أبعد من ذلك، أبرزها اقتطاع مناطق سورية بأكملها وذلك تكراراً للتجربة القبرصية، بالإضافة إلى جعل هذه المناطق خزاناً بشرياً يصبح فيه السوريون مرتزقة حين الطلب يقاتلون في أصقاع العالم خدمة للأجندات التركية.
وكما يعلم الجميع بأن المناطق التي تحتلها تركيا، باتت مكاناً آمناً لقادة داعش ، حيث قتل على مقربة من النقاط التركية كل من الخليفة الأول “أبو بكر البغدادي” والخليفة الثاني “عبد الله قرداش”، وهذا ما يقطع الشك باليقين، حول دعم تركيا لداعش وخطورة المناطق السورية التي تحتلها.
ووسط هذه الجرائم والانتهاكات وغض النظر من قبل القوى الدولية، يقبل علينا عيد النوروز الذي يذكرنا دائما بأمرين، الأول هو وجوب الاستمرار بإيقاد شعلة المقاومة حتى وإن كانت الخيارات صعبة وعدم الاستسلام للضغوط حيثما كان مصدرها، والأمر الثاني هو حتمية انتصار الحق على الباطل، والخير على الشر، والنور على الظلام حتى وإن طال قليلا.
وبهاتين المناسبتين، ذكرى احتلال عفرين وعيد النوروز، ندعو كافة شعوب المنطقة للمشاركة في إيقاد شعلة الانتفاضة على الظلم والطغيان، ونتطلع إلى أن يحل علينا نوروز القادم وتكون شعلته متقدة في عفرين، وجميع الشعوب تنعم بالحرية والسلام.
المجلس التشريعي في إقليم الجزيرة
١٩/ ٣/ ٢٠٢٢