الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا تدين بأشد العبارات الهجوم الوحشي والإجرامي الذي استهدف مسجد علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمحافظة حمص، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء، في جريمة تمسّ القيم الإنسانية والأخلاقية، وتستهدف أمن المجتمع وسلامته.
إن هذا العمل الآثم يأتي في سياق مناخ خطير يُغذّى بخطابات الكراهية والتحريض، ويدفع بالمجتمعات إلى الاقتتال بدل التكاتف، ويحوّل دور العبادة إلى ساحات للعنف، في محاولة لضرب السلم الأهلي وزرع الخوف والانقسام بين أبناء الشعب السوري. فهذا النوع من الجرائم لا يولد من فراغ، بل تصنعه جهات مخربة تستثمر في الفوضى والانقسام، وتسعى إلى إراقة الدم السوري وتشتيت المجتمع وتمزيق نسيجه.
وفي ظل الواقع السوري المأزوم وما يشهده من تصعيد وعنف واستهداف متكرر للمدنيين، نؤكد أن سوريا اليوم بأمسّ الحاجة إلى مشروع وطني جامع، يتمثل في بناء سوريا ديمقراطية لامركزية، تقوم على مبادئ العدالة والمواطنة المتساوية، وتكفل حقوق جميع المكوّنات الدينية والقومية دون إقصاء أو تمييز. إن غياب هذا المشروع الوطني الديمقراطي يفتح الباب أمام قوى التطرف والتحريض، بينما يشكّل اعتماده السبيل الوحيد لسدّ الطريق أمام من يحاولون العبث بأمن البلاد وإراقة دماء السوريين.
نؤكد أن مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية تقتضي تهدئة الخطاب، وحماية المدنيين ودور العبادة، ومحاسبة الفاعلين والمحرضين دون استثناء، لأن سوريا لا تُبنى بالكراهية والعنف، بل بالثقة والأمان، وبترسيخ ثقافة العيش المشترك والاحترام المتبادل بين جميع أبنائها.
ختامًا، نتقدم بأحرّ التعازي إلى ذوي الشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونجدد تضامننا الكامل مع أهالي حمص، ومع كل المدنيين الأبرياء في عموم سوريا.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
٢٦ كانون الأول






