شهدت مدينة الحسكة خلال هذه الأيام فيضان نهر الخابور نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا. ورغم الأضرار التي سببتها السيول في بعض القرى، فإن هذا الفيضان يحمل جانباً إيجابياً مهماً، خاصة في ظل الجفاف الطويل الذي عانت منه المنطقة خلال السنوات الماضية.
_ عودة المياه بعد انقطاع طويل
يعد نهر الخابور من أهم الأنهار التي تغذي المنطقة منذ آلاف السنين، لكنه تعرض خلال السنوات الأخيرة لواحدة من أسوأ موجات الجفاف، ما أدى إلى انخفاض منسوبه بشكل كبير وحتى جفاف بعض مقاطعه.
عودة تدفق المياه اليوم أعادت الأمل للأهالي والمزارعين الذين يعتمدون على النهر كمصدر رئيسي للحياة.
_ تحسن ملحوظ في الأراضي الزراعية
تعد المناطق المحيطة بالخابور من أبرز السهول الزراعية في الحسكة. الجفاف السابق أضر بالتربة وأفقدها خصوبتها، لكن الفيضان الأخير أعاد إليها الكثير من الحيوية عبر:
ترطيب التربة بعمق بعد جفاف طويل.
تحسين قدرة الأرض على الاحتفاظ بالمياه لفترات أطول.
رفع توقعات الموسم الزراعي القادم، خاصة لمحصولي القمح والشعير.
المزارعون أكدوا أن هذا الفيضان سيُظهر نتائجه الإيجابية خلال الأشهر المقبلة في زيادة الإنتاج وتعافي الأراضي التي كانت مهددة بالخروج من الخدمة.
تعزيز المياه الجوفية
من أبرز فوائد الفيضان الحالية هو إسهامه في رفع منسوب المياه الجوفية، والتي انخفضت خلال السنوات الماضية نتيجة الاستنزاف الكبير وقلة الأمطار.
امتلاء الآبار من جديد سيساعد في تأمين مياه الري والشرب خلال الصيف، وهو ما يشكل مكسباً كبيراً للسكان المحليين.
_ انتعاش البيئة المحلية
عودة المياه إلى الخابور أدت إلى تجدد الحياة البيئية حوله، حيث بدأت النباتات الطبيعية بالنمو مجدداً، وتحسنت المراعي التي تعتمد على الفيضانات الموسمية. كما ظهرت مؤشرات على عودة بعض الكائنات المائية والطيور التي غابت خلال فترة الجفاف.
هذا الانتعاش البيئي سيساهم في دعم الثروة الحيوانية، وخاصة لدى مربي الأغنام والماشية الذين عانوا من قلة الأعلاف الطبيعية في السنوات الماضية.
وبحسب مسؤلون في مكتب الموارد المائية في شمال وشرق سوريا ان
تجمع الوديان والمسيلات النازلة من منحدرات جبل كزوان والمناطق المحيطة بتل تمر أدّى إلى تركز كميات كبيرة من الجريان السطحي خلال الهطولات الغزيرة.
اندفعت السيول عبر مجاري الأودية الصغيرة نحو سهول تل تمر بسرعة، ما زاد الحمل المائي المتجه إلى نهر الخابور.
مع تزامن تشبع التربة وارتفاع شدة الأمطار، تجمّعت التصاريف في وقت قصير داخل مجرى الخابور.
هذا التقاء الجريان من عدة مسيلات رفع مستوى النهر بشكل مفاجئ.
وقد يتجاوز التدفق ليصل أكثر من ٣٥ م³/ثا مسببة حدوث فيضان محلي في المنطقة.
