يحتفل العالم في الأول من أيار من كل عام، بعيد العمال العالمي، والذي له مكانة مهمة في تاريخ نضال الطبقة العاملة ضد الاستغلال والاحتكار، بالإضافة إلى أنَّ له مكانة مهمة من أجل المساواة والحرية والديمقراطية، ولنضال هذه الطبقة دورٌ كبير في تقدُّم المجتمع من خلال تطوره مع نموذج الحياة التشاركية والعدالة الاجتماعية.
ولكن كانت وما زالت الدكتاتورية تغتصب وتستغل حقوقهم وكدحهم، الذين كانوا ومازالوا يمثلون الجنود المجهولين في بناء صرح الحضارات التاريخية وتطوره إلى يومنا هذا، على الرغم من ذلك، فإنَّ أكثر الطبقات التي تعرَّضت للاستغلال والاضطهاد على مرِّ العصور التاريخية هم من الرِّق إلى الفلاحين انتهاءً بالعمال نتيجة تحكُّم الأنظمة الهرمية الدولتية التي أفقدت العدل والمساواة بين جميع فئات وطبقات المجتمع.
وفي ظل ما عانته وتعانيه سوريا اليوم جرَّاء الظروف الراهنة لا سيما في ظل عقود من الاستبداد والاضطهاد يُمثِّل العمال الذين كان ومايزال لهم دور مهم ومفصلي في ثورة شمال وشرق سوريا، لأن أحد أُسس ثورتنا وأهدافها القضاء على كافة أنواع الاستغلال والاحتكار، إضافةً إلى ذلك، وفي هذه المرحلة العظيمة في تاريخ سوريا العمال هم الحجر الأساس في بناء سوريا المستقبل التي يسعى إليها جميع السوريين يكون فيها العدل والمساواة ونبذ كل أشكال الاستبداد هو الهدف الأساس.
وانطلاقاً من إيماننا الراسخ بالتضحيات الجِسام التي قدَّمها ويقدمها العمال، نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ندعو لجعل هذا اليوم التاريخي للعمال العالمي يوماً لتطوير الكفاح والتنظيم لتجاوز المفاهيم السلطوية والاستغلالية لنبني مُستقبل بلادنا بالجهود المباركة لكادحي وطننا.
وبهذه المناسبة نتوجَّه بالتهنئة للعمال والعاملات في شمال وشرق سوريا وعموم سوريا، آملين أن يعمَّ الخير والسلام والعدالة والاستقرار وصولاً إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية جديدة، وأن تكون الفرص فيها متكافئة على أُسس العدالة والمساواة، وتضمن دور العمال والكادحين وتقدِّسُ سعيهم الدؤوب في تقدُّم المجتمع وتطويره.
