حرصًا منا على الحقيقة الثقافية والتاريخية لمكونات الشعب السوري، وردت مؤخرًا بعض التصريحات الصادرة عن وزير الثقافة في “الحكومة السورية المؤقتة” عبر وسائل الإعلام، والتي تضمنت معلومات خاطئة من الناحية التاريخية تتعلق باللغة السريانية وأصل تسمية “سوريا”.
فقد جاء في حديث وزير الثقافة خلال لقاء تلفزيوني أنَّ اللغة السريانية “لهجة عربية قديمة”، وأنَّ اسم “سوريا” يعني “السادة”، ومنه اشتُقَّت الكلمة الإنجليزية”SIR”؛ وهي ادعاءات لا تستند إلى أي أساس علمي أو تاريخي موثوق، وتُشكل مساسًا صريحًا بالهوية اللغوية والثقافية للشعب السرياني الآشوري، الذي يُعد من أقدم الشعوب الأصيلة في هذه الأرض.
ونحن في هيئة الثقافة لإقليم شمال وشرق سوريا نؤكد أنَّ اللغة السريانية هي لغة سامية مستقلة تنتمي إلى الفرع الآرامي، ولها تاريخ موثَّق يمتد لآلاف السنين.
أما بالنسبة لتسمية “سوريا”، فإنَّ أصولها تعود إلى حضارات وشعوب المنطقة، وقد أطلقها اليونانيون للإشارة إلى المنطقة التي سكنها الأكاديون، والبابليون، والآشوريون، والآراميون، والسريان، وهي تسمية ضاربة في عمق التاريخ.
إنَّ التصريحات التي أدلى بها وزير الثقافة تُعبِّر عن فكر إقصائي شمولي، ويجب على الحكومة الانتقالية أن تتوخى الحذر لهكذا فكر، حتى لا تقع في المستنقع ذاته الذي وقع به النظام البعثي، وضرورة التزامها بمبدأ ضمان احترام التعدد الثقافي واللغوي والديني في سوريا، والابتعاد عن أي خطاب إقصائي أو إنكار للهويات المتجذرة والأصلية.
إنَّ الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في سوريا لا يُعد منّة أو هبة، بل هو شرط أساسي لبناء دولة ديمقراطية تعددية قائمة على الاعتراف المتبادل واحترام الآخر.
هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
9نيسان2025